المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يَشِيطُ الْخُبْزُ حِينَ تَشْتَدُّ نِيرَانُ الْمَوْقِدِ للشاعر الكبير د/ عزت سراج



صفاء عطاالله
02-05-2011, 04:59 PM
يَشِيطُ الْخُبْزُ حِينَ تَشْتَدُّ نِيرَانُ الْمَوْقِدِ

فِي الثَّانِيَةِ بَعْدَ مُنْتَصَفِ كُلِّ لَيْلَةٍ ، يَنْهَضُ عَبْدُ الصَّبُورِمِنْغَفْوَتِهِ السَّرِيعَةِ ، حَامِلاً جَسَدَهُ الْمُنْهَكَ ، مُوقِظًا زَوْجَتَهُ وَبِنْتَيْهِ الصَّغِيرَتَيْنِ ، لِيَبْدَؤُوا يَوْمًا جَدِيدًا مَلِيئًا بِالتَّعَبِ وَالْعَرَقِ أَمَامَ النِّيرَانِ الْمُلْتَهِبَةِ 000
عَلَى أَوْجَاعِهِمْ يَتَّكِئُونَ فِي طَرِيقِهِمُ الطَّوِيلِ بَيْنَ مَنَازِلِ الْقَرْيَةِ مِنْ شَارِعٍ إِلَى آخَرَ وَسَطَ عَتْمَةِ اللَّيْلِ ، بَيْنَمَا يَغُطُّ الآخَرُونَ فِي نَوْمِهِمْ لا يَشْعُرُونَ بِالسَّائِرِينَ وَهُمْ يَكْتُمُونَ رَغْبَتَهُمْ فِي مَزِيدٍ مِنَ الرَّاحَةِ ، يُخْفُونَ تَثَاؤُبَهُمُ الْمُتَوَاصِلَ بِأَيْدِيهِمُ الْخَشِنَةِ 000
فَوْقَ صَدِيدِ الْجِرَاحِ الْمُتَجَمِّعَةِ فِي بَقَايَا الرُّوحِ ، يَمْشُونَ ، يَجُرُّونَ أَحْزَانَهُمْ تَحْتَ الأَقْدَامِ 000
لا تَسْتَطِيعُ الصَّغِيرَتَانِ إِخْفَاءَ خَوْفِهِمَا الْمُتَزَايِدِ مِنَ الأَشْبَاحِ الْمُخْتَبِئَةِ خَلْفَ أَشْجَارِ الْبَلُّوطِ أَمَامَ الْمَقَابِرِ الصَّامِتَةِ 000
تَنْظُرَانِ إِلَى أَبْوَابِ الْمَقَابِرِ الْمُغْلَقَةِ بِإِحْكَامٍ ، تَتَوَقَّعَانِ أَنْ تَخْرُجَ الْمَرَدَةُ وَالْعَفَارِيتُ فِي لَحْظَةٍ خَاطِفَةٍ ، لِتَبْدَأَ الْمُطَارَدَةُ الأَخِيرَةُ بَيْنَ الْمَقَابِرِ وَأَشْجَارِ السَّنْطِ السَّاكِنَةِ 000
تُفْزِعُهُمَا حَرَكَةٌ مُفَاجِئَةٌ لِفُرُوعِ شَجَرَةٍ ، وَتَحْلِيقُ بُومَةٍ كَبِيرَةٍ مُنْقَضَّةً عَلَى فَأْرٍ صَغِيرٍ 000
يَزِيدُ ـ الطَّرِيقَ الْمُتَعَرِّجَ رَهْبَةً وَفَزَعًا ـ هَذِهِ الْحُقُولُ الْمُمْتَدَّةُ عَلَى جَانِبَيْهِ بَعْدَ تَجَاوُزِ الْبُيُوتِ الصَّامِتَةِ كَالْقُبُورِ 000
يَصِلُونَ إِلَى الْمَبْنَى الطِّينِيِّ وَرَاءَ الْمَقَابِرِ بَعْدَ صِرَاعِ الصَّغِيرَتَيْنِ ، وَهُرُوبِهِمَا فِي فَزَعٍ مِنْ مَخَاوِفِهِمَا الْقَدِيمَةِ الْمُتَجَسِّدَةِ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي الطَّرِيقِ الْمُظْلِمِ الَّذِي لا يَكَادُ يَنْتَهِي 000
000000
000000
000000
يَفْتَحُ عَبْدُ الصَّبُورِ بَابَ الْفُرْنِ ، مُحَيِّيًا صَاحِبَ الصُّورَةِ الْمُعَلَّقَةِ عَلَى الْجِدَارِ 000
يَمْسَحُ الإِطَارَ النُّحَاسِيَّ مِمَّا عَلَقَ عَلَيْهِ مِنْ دُخَانِ الأَمْسِ ، وَغُبَارِ الدَّقِيقِ الْمُتَطَايِرِ 000
ـ انْحَنِي يَا امْرَأَةُ 000 انْحَنِي يَا بِنْتُ 000
ـ يَا شَيْخُ 000 وَهَلْ يَرَانَا ؟
ـ وَلَوْ 000 الأُصُولُ أُصُولٌ 000
ـ حَاضِرٌ يَا عَبْدَ الصَّبُورِ 000 حَاضِرٌ 000 انْحَنِي يَا بِنْتُ 000
لَكِنْ قُلْ لِي : لِمَاذَا لا يَأْتِي إِلَى الْفُرْنِ أَبَدًا لِيَرَى كَيْفَ يَسِيرُ الْعَمَلُ ؟
ـ يَا بِنْتُ 000 الْكَبِيرُ كَبِيرٌ 000 هَلْ تُرِيدِينَ حَضْرَتَهُ أَنْ يَتْرُكَ مَصَالِحَهُ وَأَعْمَالَهُ الْمُهِمَّةَ ، وَيَأْتِيَ إِلَيْكِ هُنَا 000 هُنَا يَا بِنْتُ ؟000 أَلا تَفْهَمِينَ ؟ 000 الْكَبِيرُ كَبِيرٌ 000
ـ طَيِّبٌ ، قُلْ لِي : إِذَا كَانَ حَضْرَتُهُ يُدِيرُ الْفُرْنَ مِنْ بَعِيدٍ بِسَبَبِ مَشَاغِلَهُ ، فَأَيْنَ صَاحِبُ الْفُرْنِ ؟ إِنَّنِي لَمْ أَرَهُ فِي يَوْمٍ مِنَ الأَيَّامِ 000
ـ نَحْنُ لا نَعْرِفُ إِلا حَضْرَتَهُ ، وَلا نَدْرِي فِي الأَصْلِ مَنْ صَاحِبُ الْفُرْنِ 000
يُمْكِنُ أَنْ تَقُولِي إِنَّ حَضْرَتَهُ وَرِثَهُ ، وَيُدِيرُهُ مِنْ بَعِيدٍ 000
هَلْ فَهِمْتِ الآنَ ؟
ـ وَاللهِ لَمْ أَفْهَمْ شَيْئًا 0
ـ طَيِّبٌ ، اسْكُتِي 000 يَكْفِي هَذَا 000 دَعِينَا نَبْدَأْ عَمَلَنَا 000 تَوَكَّلْنَا عَلَى اللهِ 000
يَبْدَأْنَ فِي نَخْلِ الدَّقِيقِ فِي اهْتِزَازِ الْعَنَاقِيدِ الْمُمْتَلِئَةِ الثَّقِيلَةِ فَوْقَ تَكْعِيبِةِ الْعِنَبِ ، حَامِلاتٍ الدَّقِيقَ الْمَنْخُولَ فَوْقَ الرُّؤُوسِ ، لِيَعْجِنَهُ فِي الْغُرْفَةِ الْمُجَاوِرَةِ ، ثُمَّ يَتْرُكُهُ يَخْمُرُ بَعْضَ الْوَقْتِ 000
يَبْدَأْنَ فِي تَقْرِيصِهِ ، وَوَضْعِهِ فِي صُفُوفٍ مُنْتَظِمَةٍ فَوْقَ الطَّاوِلاتِ 000
بَعْدَ الْفَجْرِ ، يُشْعِلُ النِّيرَانَ الْخَفِِيفَةَ ، لِيَخْرُجَ الْخُبْزُ طَازَجًا كَوَجْهِ صَبِيَّةٍ لَيْلَةَ دُخْلَتِهَا ، وَقَدْ اشْتَعَلَ خَدَّاهَا خَجَلاً عِنْدَ الْقُبْلَةِ الأُولَى 000
فِي هِمَّةٍ يَعْمَلْنَ حَتَّى الظُّهْرِ ، وَيَسْبِقْنَ إِلَى الْمَنْزِلِ ، وَيَلْحَقُ بِهِنَّ بَعْدَ الْعِشَاءِ مُلْقِيًا نَظْرَةً أَخِيرَةً عَلَى الْمَكَانِ ، مُغْلِقًا الأَبْوَابَ ، عَائِدًا إِلَى الْبَيْتِ ، مُسْتَسْلِمًا لِغَفْوَةٍ لا تَطُولُ 000
يَسْتَيْقِظُ عَلَى صَوْتِ الْخَفِِيرِ مُرْتَضَى ، وَهُوَ يُنَادِي 000
يَطُلُّ مِنَ النَّافِذَةِ 000
ـ تَفَضَّلْ يَا رَجُلُ
ـ لَيْسَ هُنَاكَ وَقْتٌ 000 اسْمَعْ 000 يَأْمُرُ حَضْرَتُهُ أَنْ تُقَلِّلَ حَجْمَ الرَّغِيفِ إِلَى النِّصْفِ مِنَ الْغَدِ 000 فَاهِمٌ ؟
ـ حَاضِرٌ 000 سَلِّمْ عَلَى حَضْرَتِهِ 000
فِي الصَّبَاحِ يَتَجَمَّعُ أَهْلُ الْقَرْيَةِ أَمَامَ الْفُرْنِ سَاخِطِينَ ، فَالرَّغِيفُ أَصْبَحَ كَاللُّقْمَةِ فِي فَمِ الصَّغِيرِ الَّذِي لَنْ يَكْفِيَهُ ـ بَعْدَ الآنَ ـ عَشْرَةُ أَرْغِفَةٍ فِِي الْيَوْمِ 000
يَنْسَحِبُونَ مُطَأْطِئِي الرُّؤُوسِ إِلَى بُيُوتِهِمْ ، يَحْمِلُونَ آلامَهُمْ فَوْقَ الأَكْتَافِ ، ذَاهِبِينَ إِلَى أَعْمَالِهِمْ عِنْدَ حَضْرَتِهِ فِي ذُهُولٍ 000
000000
000000
000000
عَلَى غَيْرِ عَادَتِهَا ، لا تَسْتَطِيعُ الزَّوْجَةُ الْجَمِيلَةُ أَنْ تَنْهَضَ مِنْ فِرَاشِهَا هَذِهِ اللَّيْلَةَ 000
يَحُثُّهَا عَبْدُ الصَّبُورِ أَنْ تَنْفُضَ كَسَلَهَا ، وَلا تَسْتَسْلِمَ لِلأَوْجَاعِ 000
وَحْدَهُمَا تَذْهَبَانِ مَعَهُ إِلَى الْفُرْنِ 000 تَدْفَعَانِ ـ فِي غَيْرِ قُوَّةٍ ـ مَخَاوِفَ الْمُرُورِ مِنْ بَيْنِ الْمَقَابِرِ الْقَدِيمَةِ 000
000000
000000
000000
ـ كَيْفَ حَالُكِ اللَّيْلَةَ يَا رَاوِيَةُ ؟
ـ مَا زِلْتُ مُتْعَبَةً لا أَقْوَى عَلَى النُّهُوضِ ، وَلَيْسَ مَعَنَا ثَمَنُ الطَّبِيبِ الَّذِي أَصْبَحْتُ لا أَثِقُ فِيهِ مُنْذُ لامَسَ صَدْرِي ، وَضَغَطَ عَلَى الدُّمَّلِ الْغَائِرِ 000
ـ لا بَأْسَ يَشْفِِيكِ اللهُ قَرِيبًا 000
تَأْخُذُهُ غَيْبُوبَةُ الْهُمُومِ بَعِيدًا نَحْوَ حُقُولِ الْقَمْحِ الْمُتَرَامِيَةِ حَاضِنَةً بُيُوتَ الْمَدِينَةِ الزَّاحِفَةَ ، مُسْتَعِيدًا مَشْهَدَ الثَّوْرِ الأَسْوَدِ وَهُوَ يُدِيرُ السَّاقِيَةَ مُتَدَفِّقَةً بِالْمَاءِ الْمُتَنَاثِرِ حَوْلَ جُمَّيْزَةِ الْعَائِلَةِ حِينَ كَانَ يَصْعَدُ فُرُوعَهَا الْمُتَشَابِكَةَ ، هَارِبًا ،
كُلَّمَا أَصَرَّ أَبُوهُ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى كُتَّابِ الشَّيْخِ فَرَحَاتٍ الَّذِي لا يَرْحَمُ ضَعْفَ سَنَوَاتِهِ الْخَمْسِ ، مُعَلِّقًا قَدَمَيْهِ فِي الْفَلَكَةِ ، ضَارِبًا بِالْجِلْدَةِ دُونَ شَفَقَةٍ ، حِينَ تَتَفَلَّتُ بَعْضُ الآيَاتِ مِنْ ذَاكِرَتِهِ الْبَرِيئَةِ 000
000000
000000
000000
ـ يَا عَبْدَ الصَّبُورِ 000 يَا عَبْدَ الصَّبُورِ 000
ـ تَفَضَّلْ يَا رَجُلُ
ـ لَيْسَ هُنَاكَ وَقْتٌ 000 اسْمَعْ 000 يَأْمُرُ حَضْرَتُهُ أَنْ تَخْلِطَ الدَّقِيقَ الأَبْيَضَ بِالأَسْوَدِ ، وَتَبِيعَ الرَّغِيفَ بِعَشْرَةِ قُرُوشٍ ، وَتُغْلِقَ الأَبْوَابَ بَعْدَ الْعَصْرِ 000 فَاهِمٌ ؟
ـ حَاضِرٌ 000 سَلِّمْ عَلَى حَضْرَتِهِ 000
فِي الصَّبَاحِ ، يَحْمِلُ أَهْلُ الْحَارَةِ نِصْفَ مَا تَعَوَّدُوا عَلَيْهِ مِنْ أَرْغِفَةٍ ، كَاظِمِينَ غَيْظَهُمْ عَائِدِينَ إِلَى أَعْمَالِهِمْ صَامِتِينَ فِي وُجُومٍ 000
000000
000000
000000
ـ كَيْفَ حَالُكِ اللَّيْلَةَ يَا رَاوِيَةُ ؟
ـ اتْرُكْنِي اللَّيْلَةَ يَا رَجُلُ لا أَسْتَطِيعُ مُجَرَّدَ الْكَلامِ 000
تَتَدَاعَى الذِّكْرَيَاتُ فِي رَأْسِهِ الصَّغِيرِ حِينَ كَانَ يَتَرَبَّصُ بِالصَّبَايَا خَلْفَ أَشْجَارِ النَّبْقِ ، وَهُنَّ يَحْمِلْنَ الْجِرَارَ الْفَخَّارِيَّةَ مُشِمِّرَاتٍ عَنْ سِيقَانِهِنَّ الْبَيْضَاءِ النَّاعِمَةِ ، نَازِلاتٍ إِلَى مِيَاهِ التُّرْعَةِ فَوْقَ الصُّخُورِ الْمَرْصُوصَةِ ، يَمْلأَنَ قَلْبَهُ بِالأَشْوَاقِ ، يُشْعِلْنَ اللَّهِيبَ فِي الأَعْشَابِ الْجَافَّةِ تَحْتَ أَشْجَارِ الْمَوْزِ الْخَضْرَاءِ 000
000000
000000
000000
ـ يَا عَبْدَ الصَّبُورِ 000 يَا عَبْدَ الصَّبُورِ 000
ـ تَفَضَّلْ يَا رَجُلُ
ـ لَيْسَ هُنَاكَ وَقْتٌ 000 اسْمَعْ 000 يَأْمُرُ حَضْرَتُهُ أَنْ تَبِيعَ الرَّغِيفَ بِرُبْعِ جُنَيْهٍ ، وَتُقَلِّلَ حَجْمَهُ إِلَى النِّصْفِ 000
ـ حَاضِرٌ 000 سَلِّمْ عَلَى حَضْرَتِهِ 000
تَتَعَالَى الْهَمْهَمَاتُ أَمَامَ الْفُرْنِ 000 لا يُصَدِّقُ أَهْلُ الْحَارَةِ الطَّيِّبُونَ مَا يَحْدُثُ ، غَيْرَ أَنَّهُمْ يَحْمِلُونَ لِكُلِّ صَغِيرٍ رَغِيفًا ، عَائِدِينَ إِلَى أَعْمَالِهِمْ فِي جُنُونٍ 000
ـ لا بَأْسَ ، نَصْبِرُ عَلَى الْجُوعِ ، لِيَأْكُلَ الصِّغَارُ 000 قَدْ تَكْفِيهِمْ أَرْغِفَةُ الْخُبْزِ 000
مَا بَيْنَ مِطْرَقَةِ الْجُوعِ وَسَنْدَانِ الْخَوْفِ مِنْ حَضْرَتِهِ ـ يَتَنَقَّلُونَ مِنْ بُيُوتِِهِمُ الْفَقِيرَةِ إِلَى أَعْمَالِهِمْ ، شَارِدِينَ ، يَمُرُّونَ فَوْقَ أَحْلامِهِمُ الصَّغِيرَةِ 000
000000
000000
000000
ـ كَيْفَ حَالُكِ اللَّيْلَةَ يَا رَاوِيَةُ ؟
ـ اسْمَعْ يَا عَبْدَ الصَّبُورِ 000 التَّيَّارُ جَارِفٌ لَنْ نَسْتَطِيعَ السِّبَاحَةَ عَكْسَهُ 000عَلَيْكَ أَنْ تَهْدَأَ حَتَّى نَخْرُجَ مِنْ تِلْكَ الْقَرْيَةِ ، وَإِلا هَلَكْنَا ، وَهَلَكَتِ الْبِنْتَانِِ مَعَنَا 0
ـ مَاذَا يَا امْرَأَةُ ؟
ـ أَنَا حَامِلٌ يَا عَبْدَ الصَّبُورِ 000
ـ مِمَّنْ يَا امْرَأَةُ ، وَلَمْ أَقْرَبْكِ مِنْ سَنَوَاتٍ ؟
ـ اهْدَأْ يَا عَبْدَ الصَّبُورِ سَأَقُولُ لَكَ 000
ـ تَكَلَّمِي يَا امْرَأَةُ 000
يَجْرِي مَذْعُورًا خَلْفَهُ أَهْلُ الْقَرْيَةِ ، غَاضِبِينَ يَعْبُرُونَ الْمَقَابِرَ ، حَامِلِينَ فُؤُوسَهُمْ وَعِصِيَّهُمُ الْغَلِيظَةَ ، يَهْتِفُونَ ، صَائِحِينَ فِي فَوْرَةِ بَحْرٍ تَثُورُ أَمْوَاجُهُ عَلَى الشُّطْآنِ مُتَلاطِمَةً فِي ثَوْرَةٍ لا تَهْدَأُ 000
يَفْتَحُ عَبْدُ الصَّبُورِ الْبَابَ 000
يُشْعِلُ الْفُرْنَ 000
تَشْتَدُّ نِيرَانُ الْمَوْقِدِ 000
تَشِيطُ أَرْغِفَةُ الْخُبْزِ 000
يُلْقِي فِي النِّيرَانِ صُورَةَ حَضْرَتِهِ 000
يَقْتَحِمُونَ الأَبْوَابَ الْمُغْلَقَةَ 000
يُفْرِغُونَ فِي الطُّرُقَاتِ أَكْيَاسَ الْمِلْحِ 000
يُشْعِلُونَ أَعْوَادَ الْحَطَبِ 000
يَرْتَفِعُ الشُّوَاظُ 000
تَحْتَرِقُ الْجُدْرَانُ 000
تَهْرَبُ الْمَرَدَةُ وَالْعَفَارِيتُ 000 تَتَخَفَّى خَلْفَ أَشْجَارِ الْبَلُّوطِ 000
يَبْكِي الشَّيْخُ فَرَحَاتٌ 000
تَنْكَسِرُ جِرَارُ الصَّبَايَا الْمُشْتَعِلاتِ 000
تَتَهَاوَى أَشْجَارُ السَّنْطِ 000
يَخْرُجُ الْمَوْتَى مِنْ بَيْنِ الْقُبُورِ الْحَزِينَةِ 000
يَنْظُرُونَ لِلسَّمَاءِ فِي ذُهُولٍ 0

هدي السماك
02-05-2011, 08:49 PM
يشيط الخبز حين تشتد نيران الموقد يالها من كلمات عميقه المعنى ومناسبه ايضا اشكرك على اختيارك الدقيق ولشاعرنا الرقيق العظيم اجمل الامانى الجميله